الحمدُ لله رب العلـمين والصلاة والسلام على أشرف المرسليــن سيدنـا محمد وعلى آله وصحـابته أجمعيــن :
أمـا بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته وحيّـاكم الله جميعا إخوتي أحبتي أعضاء ومشرفي هذه المنتديـات المُبـاركة التي أسأل الله تعالى أن يكلأهــا بعينه التي لا تنـام ، أتيتُكم إخوتي بكلام هـــام للعلامة ابنِ دقيق العيـد رحمه الله تعالى وأسأل الله تعالى أن ينفع به الجميـــــع .
يقول ابنُ دقيق : الكلام في النَّاس، وأعراض المُسلمين حُفرة من حُفر النَّار، وقف على شفيرها العُلماء والحُكَّام، ما دامُوا على شفيرها، وهُم مُضطرُّون للكلام في النَّاس فكيف بمن عافاهُ الله من هذه المسألة وهذه المُشكلة؟! لأنَّ الذِّي يتكلَّم في النَّاس ولو لحاجة لا يكاد أنْ يَسْلم؛ فإمَّا أنْ يزيد أو ينقص، فمن ابتُلي ونُصِبَ لهذا الأمر فليستعن بالله وليتحرَّ الإنصاف، ومن عافاهُ الله، فالسَّلامة لا يَعدلها شيء، وأَهَمُّ ما على الإنسان أنْ يُحافظ على مُكتسباتِهِ، فإذا كان يُنفق الأموال بالغَلَقِ والأبواب وخشية اللُّصُوص... فكيف بما يُنجيهِ يوم القيامة من الحسنات التِّي تعب على كسبها وتحصيلها ثُمَّ بعد ذلك فرَّقها على فُلان وعلاَّن ممّن لا يرتضيه؟! لأنَّ الذِّي يرتضيهم لا يأتيه من حسناته شيء...لماذا؟ لأنَّهُ لا يغتابهم؛ إنَّما يغتاب أُناس لا يرتضيهم، وحسناتُهُ تذهب إلى هؤُلاء الأشخاص الذِّين لا يرتضيهم، فعلى الإنسان أنْ يُحافظ، لا يأتي مُفلساً يوم القيامة، فتُوزِّع حسناته على خُصُومُهُ، فإذا لم يبقَ لهُ شيء انتهى من الحسنات، وإنْ بقي لهُم شيء أُخِذَ من سيِّئاتهِم وأُلقِيَت عليهِ فَطُرِح في النَّار نسأل الله السَّلامة والعافية؛ فعلى الإنسان أنْ يُحافظ على مُكتسباتِهِ، فإذا كان التَّفريط بالدَّراهم والدَّنانير جُنُون... فكيف بمن يُفرِّط بما هو بأمسِّ الحاجة إليه في يوم يجعل الولدانِ شيباً.
هــاؤمُ المصدر :
http://www.khudheir.com/ref/430 نسأل الله تعالى الذي لا يُســأل غيره أن ينجّينــا من الغيبة والنميمة ، هاذان المرضــان اللذانِ مرضت بهمــا الأمة بأسرهــا ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ، وتقبلوا يا إخوتي خـالص ودّي واحترامي ، أخوكم الذهبــي من مملكة المغرب